أقرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام التشعيع للتحكم في المسببات المرضية التي مصدرها الأغذية في الخس والسبانخ.
حيث أوضحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن استخدام التشعيع في الخس والسبانخ وفق المعايير الصحيحة يؤدي إلى خفض أعداد البكتيريا.

كما أضافت أن هذه التقنية لا تشكل خطراً على صحة الإنسان وسوف تحسن من سلامة أغذية قطاع المنتجات الطازجة، حيث أن استخدام مستويات منخفضة من الأشعة تؤدي إلى القضاء على العديد من الميكروبات المرضية مثل Escherichia Coli و Salmonella و Listeria . جاء القرار بعد ظهور مخاوف تهدد سلامة الغذاء وقد رحب بالقرار من قبل العاملين في حقل الإنتاج الغذائي، حيث تم الربط بين السبانخ وظهور E:coli الذي أصاب أكثر من 200 شخص في عام 2006م.

ويعتبر قرار FDA خطوة مهمة لتحسين سلامة الأغذية الطازجة، وتعتبر تقنية التشعيع أحد الأدوات الإضافية لصناعة الأغذية الطازجة لتحسين سلامة المنتجات الغذائية.
تطبيق هذه التقنية لا يمكن بأي حال أن يكون بديلاً عن الإلتزام الكامل بالممارسات الزراعية الجيدة للحفاظ على سلامة الإمدادات الغذائية.

ولم يحظ القرار بالترحيب من الجميع حيث يعتقد البعض أن القرار قد يؤدي إلى عدم الإلتزام بالشروط الصحية في قطاع الإنتاج الزراعي والتي هي السبب الأول في تلوث المنتجات الزراعية بالمسببات المرضية، كما يعتقد البعض أن التشعيع قد يخفض من القيمة الغذائية لهذه المنتجات وعلى وجه الخصوص فيتامين (أ) والفوليت.

وبالرغم من الإقرار القانوني باستخدام هذه التقنية، يعتقد كثير من المنتجين أن هذه التقنية لن يشيع إستخدامها في القريب العاجل ، ويسبق قرار استخدام هذه التقنية الكثير من العمل لضمان جودة وسلامة هذه المنتجات ولا يعتمد على الإقرار القانوني لها فقط. حيث تلعب التكلفة واعتبارات المستهلكين أحد أهم المسائل التي يجب أخذها في الاعتبار قبل تطبيق هذه التقنية.

وسبق وأن أقرت FDA استخدام التشعيع في عدد من المنتجات الغذائية مثل الدواجن والأسماك والبهارات الجافة، وهذه القرارات الأخيرة سمحت باستخدام التشعيع للخس الطازج والسبانخ للحد الأقصى من الأشعة الممتصة باستخدام أشعة جاما.

الجدير بالذكر أنه حتى اليوم أقرت 50 دولة استخدام التشعيع للأغذية، مثل الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا وهولندا وتعتبر تايلند وفرنسا من أوائل الدول التي تبنت هذه التقنية.

في دول الاتحاد الأوروبي لم تكتمل التشريعات الخاصة باستخدام التشعيع حيث أقرت لنوع واحد من الأغذية (النباتات العطرية الجافة والبهارات وخضر التوابل)، ومع ذلك فإن فرنسا وبلجيكا وهولندا وبريطانيا أقرت استخدام التشعيع لبعض أنواع الأغذية الأخرى.

ويشير التقرير العلمي لمنظمة الصحة العالمية WHO في عام 1992م المعتمد على أدلة علمية موثقة إلى أن التشعيع لا يشكل خطراً على صحة الإنسان، وأظهر التقرير أن الأغذية التي تتعرض لمستويات مناسبة من الأشعة لتحقيق الغرض من استخدام هذه التقنية تعتبر آمنة للاستهلاك وتحتفظ بقيمتها الغذائية الجيدة.