Skip to main content

يوم الوطن الـ 86 ..

2016-09-22

 



 

.. وكل الأيام للوطن، كما الأرواح تماماً كلها له، الوطن الذي ولد تحت راية الإسلام، وعلى أسس العدالة والحق، على يد فارس شهم شجاع عظيم هو الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه)، الذي حارب الظلام بالنور، والجهل بالعلم، والظلم بالعدل، حتى صارت ملحمة التوحيد جزءاً من التاريخ العظيم الذي ظل يروى على مدى ١٠٠ عام مضت، وسيبقى يروى بشرف، وفخر، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

 

وإذ نحتفل اليوم، بالذكرى السادسة والثمانين لبلادنا الغالية، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله)، بسعادة غامرة، عامرة بالحب والانتماء والولاء، فإننا نشكر الخالق جل شأنه حتى يرضى، ونشكره إذا رضي، ونشكره بعد الرضا، على نعمه التي لا تحصى، التي منَّ بها علينا، أمناً وأماناً، واستقراراً، ونمواً، في التنمية البشرية، والعمرانية، والاقتصادية، وعلى أن أخرج لنا خير ما في هذه الأرض، وسخر لنا قادة يفكرون ويخططون، ويدبرون الأمر أحسن تدبير، ورجالاً يعملون بتفانٍ وأمانة، وأيدٍ شابة تنتج بكل ما أوتيت من طاقة وإخلاص ومبادرة، وإصرار على التفوق، والتقدم، خدمة للوطن والمواطن، وهَيّأ لنا جنوداً شجعاناً، يبذلون أرواحهم في سبيل الذود عن البلاد، ويتقدمون صفوف الحرب، إيماناً بواجبهم تجاه أشقاء لهم، استغاثوا، ووجب أن يُغاثوا. وفي الوقت الذي تقف كثير من بلدان العالم اليوم في منتصف دائرة تموج، وتمور بالأحداث المزعجة، والحوادث العنيفة، والمحزنة، تنام فيها البلدان على شأن، وتصبح على شأن آخر، ظلت المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز (أيده الله)، ومن قبله أشقاؤه ملوك هذه البلاد الطيبة المباركة، واقفة بثبات، وقوة، تردع قوى الطغيان والشرور، من مهلكي الحرث والنسل، المفسدين في الأرض، وتمد يد العون لقوى الخير والسلم والصلاح، نصرة للمستضعفين، الرازحين تحت وطأة ظلم مبين، ودعماً لحق الإنسان في العيش بسلام وأمان، الإنسان الذي استخلفه الله في هذه الأرض ليعمرها، ويملأها بالحياة لا القتل والخراب.

 

وإذ تحافظ المملكة العربية السعودية على استقرارها، فإنها تحافظ على ازدهارها ورقيها وتقدمها بين الأمم، ويضمن هذا الاستقرار تطبيق القوانين، وحفظ الحقوق، ويهيئ لبيئة عمل وإنتاج آمنة، تشجع على الاستثمار، وتخلق فرصاً كثيرة للعمل، والتوسع، والتطور.

 

وحوادث التاريخ، تشهد على أن الدول التي فقدت استقرارها، انهارت، وصارت ملعباً للإرهابيين والقتلة، وناهبي الثروات، وكارهي الحياة، ومُلأت بأصناف الشر، والبغي، والفجور، والاستقرار الذي كانت وما زالت وستبقى بلادنا تنعم به بإذن الله، لم يكن ليتحقق لولا إقامة العدل، وكشف الغطاء عن المنتفعين والفاسدين، ومحاسبتهم بعدل وشفافية، وتطبيق هذه البلاد أحكام الله، والعمل بما جاء في الشريعة الإسلامية، دستوراً مضيئاً للمملكة العربية السعودية، التي نذرت نفسها لنصرة الإسلام والمسلمين، وخدمة الحرمين الشريفين، وزائري بيته الحرام من الحجاج والمعتمرين، وسن التشريعات والأنظمة والقوانين التي تحفظ للمواطنين والمقيمين حقوقهم وكراماتهم وأموالهم وأعراضهم. وهو نهج الملك المؤسس عبدالعزيز وأبناؤه الملوك من بعده، ووضح ذلك جلياً في أول كلمة وجهها الملك سلمان بن عبدالعزيز (رعاه الله) إلى المواطنين، بعد جلوسه على عرش المُلك، حين قال: "سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم، الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله، وعلى أيدي أبنائه من بعده، رحمهم الله، ولن نحيد عنه أبداً، فدستورنا هو كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، إن أمتنا العربية والإسلامية هي أحوج ما تكون اليوم إلى وحدتها وتضامنها، وسنواصل في هذه البلاد - التي شرفها الله بأن اختارها منطلقاً لرسالته وقبلة للمسلمين - مسيرتنا في الأخذ بكل ما من شأنه وحدة الصف وجمع الكلمة والدفاع عن قضايا أمتنا، مهتدين بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي ارتضاه المولى لنا، وهو دين السلام والرحمة والوسطية والاعتدال". هذا الملك العادل الصالح، يحمل رؤية مستقبلية مليئة بالتوجهات المتزنة والطموحات التي تصل بالمواطن إلى مستوى أرقى معيشياً واقتصادياً، كما أن الملك سلمان بن عبدالعزيز يحمل بعداً تخطيطياً استراتيجياً، يجعل من بناء المواطن وتنميته هاجساً دائماً، وكبيراً. كل هذا، إلى جانب نصرة السعودية للحق، وتمسكها بثوابتها السياسية في تحقيق العدل، والعمل مع الجميع لصيانة أمن وسلام العالمين الإسلامي والعربي، وفي مشاركة قواتنا المسلحة في عمليات "عاصفة الحزم"، و"إعادة الأمل" والتحالف الدولي ضد الإرهاب دليل ساطع على ذلك..

 

كل عام وأنت بخير، وفي خير يا وطني .. "ودام عزك يا السعودية"

 

 

 

 

 

 

 

معالي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء

 

الدكتور محمد بن عبدالرحمن المشعل

 

 

 

 

 

 

الهيئة