تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الدهون المتحوّلة

building

أسعد الله أوقاتكم بكل خير وأهلاً وسهلاً بكم في الحلقة الثانية عشر من بودكاست غذاء ودواء، الذي يأتيكم من الهيئة العامة للغذاء والدواء بالمملكة العربية السعودية. أحييكم أنا عبدالرحمن السلطان، ونتحدث اليوم في هذه الحلقة عن الدهون المتحولة. عن مخاطرها على الصحة العامة. ما هو الحد اليومي المسموح فيه. وما هي بدائل الدهون المتحولة. كل هذا وغيره سوف نتعرف فيها مع ضيفي الأستاذ مشعل المطيري مدير إدارة الاتصالات وإعداد المواصفات في الهيئة العامة للغذاء والدواء.

 

 

خلنا نبدأ في البداية في التعريف.. ما هي الدهون المتحولة؟ وما هي مصادرها؟

تعتبر الدهون المتحولة أحد أنواع الدهون غير المشبعة، تتواجد في الأغذية من خلال ثلاث مصادر:

1. دهون متحولة توجد بصورة طبيعية في المنتجات الغذائية مثل منتجات الحليب ومنتجات اللحوم. وتكون نسبة الدهون المتحولة في هذه المنتجات عادةً قليلة وتتراوح ما بين 2 إلى 5 %، وهذه النسبة لا تشكل خطر على الصحة، بحسب منظمة الصحة العالمية والمنضمات الدولية.

2. دهون متحولة اصطناعية، وهذ تتكون خلال عملية التصنيع الغذائي نتيجة تعرض الزيوت السائلة لغاز الهيدروجين لتكون دهون صلبة أو شبه صلبة، وتسمى هذه العملية بالهدرجة. وهذا المصدر هو المصدر الرئيسي للدهون المتحولة في المنتجات الغذائية.

3. دهون متحولة تتكون أثناء قلي الطعام بدرجة حرارة عالية لمدة طويلة (Deep frying). أيضاً الدهون المتحولة الناتجة من هذا المصدر لا تشكل كمية عالية.

 

إذاً ما هو المصدر الذي يشكل خطراً على الصحة؟
تعتبر الزيوت المهدرجة جزئياً هي المصدر الرئيسي للدهون المتحولة في المنتجات الغذائية. وقد أثبتت الدراسات أن هذا المصدر مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين. لذلك قامت العديد من الدول ومنها المملكة العربية السعودية ممثله بالهيئة العامة للغذاء والدواء، باتخاذ إجراءات لمنع استخدام هذه الزيوت في الصناعات الغذائية.

طيب وش الفرق اللي بين الدهون المتحولة والزيوت المهدرجة جزئياً؟
يخلط الكثير بين مصطلح الزيوت المهدرجة جزئياً والدهون المتحولة، والفرق بين هذه المصطلحات؛ أن الزيوت المهدرجة جزئياً هي أحد مصادر الدهون المتحولة، ولكنها ليست المصدر الوحيد. لذلك فإن كل الزيوت المهدرجة جزئياً ستنتج دهون متحولة، ولكن يمكن أن تكون الدهون المتحولة من مصادر أخرى غير الزيوت المهدرجة جزئياً.

يعني أفهم من كذا أنه فيه أثر سلبي لاستخدام الزيوت المهدرجة. ليش تستخدم؟
على الرغم من الأثر السلبي للزيوت المهدرجة جزئياً على الصحة إلا أن الشركات كانت تستخدم الزيوت المهدرجة جزئياً بسبب وجود فوائد تصنيعية، من هذه الفوائد:
• زيادة فترة صلاحية المنتجات الغذائية.
• تحسين القوام.
• تثبيت وتحسين النكهة.
• وهي أقل تكلفة من الزيوت الأخرى.

طيب أستاذ مشعل، ما هي توصيات منظمة الصحة العالمية (WHO) بخصوص الدهون المتحولة؟
توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بأن لا تزيد كمية الدهون المتحولة عن 1% من إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة في اليوم.

هذا يقودنا للسؤال المهم. هل المنتجات المتوفرة الآن في الأسواق المحلية السعودية تحتوي على الدهون المتحولة؟
أود أن أطمئن الجميع بأن القلق من الدهون المتحولة في المملكة العربية السعودية أصبح جزءً من الماضي. فبعد قيام الهيئة بوضع لائحة فنية في عام 2015 للحد من الدهون المتحولة في المنتجات الغذائية. قامت الهيئة مؤخراً بإجراء مسح على المنتجات الغذائية في الأسواق المحلية وتم تحليل محتواها من الدهون المتحولة، وقد تبين خلال الحملات التفتيشية أن نسبة المنتجات الغذائية الملتزمة باللائحة الفنية السعودية تقريباً بلغت 95%.

ما شاء الله ارقام مطمئنة.. ما هي المصادر والبدائل التي يمكن اختيارها عوضاً عن الدهون المتحولة في المنتجات الغذائية؟
يمكن استبدال الدهون المتحولة في المنتجات الغذائية باستخدام الدهون الأحادية الغير مشبعة وأمثلتها مثل زيت الكانولا وزيت الزيتون، وكذلك يمكن استخدام الدهون العديدة غير المشبعة مثل زيت فول الصويا وزيت الذرة، وهذ الزيوت أثبتت الدراسات أن لها فوائد صحية على المستهلك في حال تم استهلاكها بالكمية المناسبة.

شكراً للأستاذ مشعل المطيري مدير إدارة الاتصالات وإعداد المواصفات بالهيئة العامة للغذاء والدواء على هذه المعلومات القيمة. وإذا رغبتم أعزاءي المستمعين بمعلومات إضافية عن الدهون المتحولة، فإن الموقع الإلكتروني للهيئة العامة للغذاء والدواء يحتوي على الكثير من هذه المعلومات. شكراً لكم وألقاكم في الحلقة القادمة.