تُستخدم مسكنات الألم لتقليل الآلام التي نشعر بها كالصداع، التهاب العضلات أو المفاصل والآلام الأخرى، حيث يوجد أنواع مختلفة من المسكنات، إذ تختلف باختلاف آلية عملها وملائمتها لحالتك الصحية.
تنقسم مسكنات الألم إلى:
• مسكنات يمكنك شراءها من الصيدلية بدون وصفة طبية تسمى: (مسكنات لاوصفية).
• ومسكنات لا تُصرف إلا بوصفة طبية من الطبيب بعد مراجعة حالتك الطبية وهي (مسكنات وصفية).
وتنصح الهيئة العامة للغذاء والدواء دائمًا باستشارة طبيبك المختص أو الصيدلي قبل شراء أي مسكن، وقراءة واتباع النشرة الداخلية للحصول على معلومات إضافية عن الدواء.
أنواع المسكنات:
1. الباراسيتامول:
الباراسيتامول أو (اسيتامينوفين) هو أحد المسكنات الأمنة للبالغين والأطفال، يستخدم كخافض للحرارة وتخفيف الألم كالصداع وهو من أكثر المسكنات استخداماً، كما أنه يتوفر بعدة أشكال (أقراص، أقراص للمضغ، كبسولات، محلول، قطرات، تحاميل).
يعتبر الباراسيتامول من الأدوية الآمنة إذا اُستخدم بالطريقة الصحيحة، حيث تعد الجرعة الآمنة للبالغين 1000 مليغرام أربع مرات يوميًا (وهي تعادل 8 حبات بتركيز 500 مليغرام يوميًا)، من المهم ألا تتجاوز 8 أقراص خلال 24 ساعة (أي 4000 ملجم خلال 24 ساعة)
بينما يتم حساب الجرعة الآمنة للأطفال بناءً على الوزن عبر حاسبة الباراسيتامول المعتمدة من الهيئة العامة للغذاء والدواء على الرابط:
https://www.sfda.gov.sa/ar/paracetamol-calculator
إن زيادة الجرعة أكثر من الموصي به قد يؤدي إلى أعراض جانبية خطيره ومشاكل صحية في الجسم حيث يؤدي التجاوز المستمر للجرعة اليومية للباراسيتامول إلى أعراض جانبية خطيره على الكبد التي قد تظهر أعراضها بعد مرور عدة أيام وقد تصل إلى فشل الكبد.
على المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد أو تليفها الحرص على اتباع التعليمات المناسبة عند استخدام دواء (الباراسيتامول)، وذلك لأن عدم استخدامه وفقًا للتعليمات، يمكن أن يزيد دواء الباراسيتامول من خطر تسمم الكبد في المرضى الذين يعانون من اختلال وظيفي في الكبد.
الأدوية التي ممكن أن تتداخل مع دواء يحتوي على الباراسيتامول:
o هناك أدوية كثيرة تحتوي على مادة الباراسيتامول لذلك يجب عليك قراءة مكونات الدواء وألا تأخذ أكثر من دواء يحتوي على الباراسيتامول.
o قد يسبب زيادة في فعالية الوارفرين (دواء مضاد للتخثر) فتزداد خطورة حدوث النزيف.
2. مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية:
وهي أدوية تستخدم لتخفيف الألم المؤقت والالتهابات كـألم الأسنان، التواء المفاصل كـ(الإيبوبروفين) و (نابروكسين). تعتبر هذه الأدوية آمنة عند استخدامها بالجرعة الصحيحة ولفترة قصيرة. بعض هذه المسكنات قد تستخدم بغير وصفة طبية لفترة قصيرة من الوقت، وقد يستخدمها بعض المرضى لفترة طويلة في الأمراض المزمنة لكن يجب أن تكون تحت اشراف الطبيب.
كغيرها من الأدوية، قد يؤدي استخدام مضادات الالتهاب غير الاستيرودية إلى بعض الأعراض الجانبية، خصوصًا إذا كانت تُستخدم بجرعات عالية ولفترات طويلة. ومن أهم الأعراض الجانبية التي يتوجب عليك الاحتياط لها:
• زيادة احتمال الإصابة بنزيف المعدة.
• التأثير على وظائف الكلى أو الكبد.
• بشكل نادر، التأثير على صحة القلب.
لذا، إذا كنت تنتمي لأحد الفئات التالية، يتوجب عليك أخذ المشورة من الطبيب أو الصيدلي قبل استخدام المسكنات التي تنتمي إلى مضادات الالتهاب غير الاستيرودية:
• إذا كان عمرك أكبر من 65 سنة.
• إذا كنت قد عانيت من نزيف معوي أو قرحة في المعدة.
• إذا كنت تعاني من نزيف.
• إذا كان لديك مشاكل في القلب، الكلى، أو الكبد.
• إذا كان لديك ضغط دم مرتفع.
• إذا كنت أصغر من 16 سنة.
• إذا كنتِ حاملاً أو مرضع.
• إذا كنت تستخدم أدوية أخرى.
من أشهر مضادات الالتهاب غير الاستيرويدية (الإيبوبروفين) حيث لا يُنصح باستخدامه فترة طويلة كما يجب على الحامل عدم استخدامه واستبداله بالباراسيتامول كمسكن للألم بعد استشارة الطبيب.
الحالة الصحية التي يجب مراعاتها قبل أخذ دواء يحتوي على الإيبوبروفين:
• استشر طبيبك إذا كنت تعاني من أمراض القلب والأوعية الدموية أو أُصيبت بسكتة دماغية قبل أخذ دواء يحتوي على الإيبوبروفين.
• توقف عن تناول الدواء واستشر طبيبك إذا كانت لديك أعراض كألم في الصدر، أو صعوبة في التنفس، أو ضعف في جزء أو جانب واحد من الجسم، أو تشنج في الكلام، أو تورم الساق.
• المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا معرضون لخطر الإصابة بنزيف في الجهاز الهضمي عند استخدام الإيبوبروفين.
• استشر طبيبك إذا كنت تعاني من قصور في وظائف الكلى قبل أخذ الإيبوبروفين لتفادي خطر الأعراض الجانبية المتعلقة بالكلى.
• يمكن أن يزيد دواء الإيبوبروفين من خطر تسمم الكبد في المرضى الذين يعانون من اختلال وظيفي في الكبد.
• قد يسبب الإيبوبروفين زيادة في ضغط الدم لذلك يجب استشارة الطبيب قبل أخذ الدواء لمن لديهم أمراض في الأوعية الدموية.
• إذا كنت تعاني من الربو، يمكن أن يؤدي الإيبوبروفين ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأخرى إلى تفاقم الحالة.
الأدوية التي ممكن أن تتداخل مع دواء يحتوي على الإيبوبروفين:
• عليك التأكد من أنك لا تأخذ أكثر من دواء يحتوي على إيبوبروفين في نفس الوقت.
• يزيد استخدام الإيبوبروفين أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية الأخرى مع الأدوية التي تحتوي على كورتيزون من خطر حدوث نزيف حاد في المعدة.
• يمكن أن يزيد الإيبوبروفين من فعالية الأدوية المضادة لتخثر الدم مما قد يعرضك لخطورة الإصابة بنزيف في الجهاز الهضمي.
• قد يسبب الأسبرين زيادة في ضغط الدم لذا يجب عليك استشارة الطبيب إذا كان تتناول أدوية لخفض الضغط.
• لا تستخدم الإيبوبروفين قبل أو بعد جراحة القلب مباشرة.
• لا تستخدم الإيبوبروفين إذا كان لديك حساسية من أي مسكن للآلام أو خافض للحرارة.
3. الأفيونات:
هي مجموعة فعالة في تخفيف الألم المزمن والحاد مثل (الترامادول) و(المورفين) وهي تُصرف تحت إشراف طبي ويجب عليك استخدام هذه المسكنات كما وصفها الطبيب وحفظها بطريقة صحيحة وإرجاع الكميات غير المستخدمة.
4. مضاد التشنجات ومضادات الاكتئاب:
تستخدم بعض مضادات التشنجات ومضادات الاكتئاب كمسكن لبعض الآلام المزمنة وهي تُصرف تحت إشراف طبي. وقد يسبب سوء استخدام هذه الأدوية آثار جانبية لذا يجب عليك استخدامها كما وصفها الطبيب.
اختيار مسكن الألم المناسب
كثير منا يعتمد على المسكنات اللاوصفية في تخفيف آلامهم، لكنهم قد لا يدركون أن العمر والحالة الصحية للمريض وموانع الاستخدام للدواء هي عوامل مهمة عند اختيار المسكنات المتاحة بدون وصفة طبية.
هناك ثلاث نقاط يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار قبل اختيار المسكن:
1. العمر:
الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا معرضون لخطر الإصابة بنزيف في الجهاز الهضمي عند استخدام الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب (مثل الأسبرين).
2. الحالة الصحية للمريض:
المرضى المصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية كالضغط، والتهاب المعدة والقرحة وأمراض الكبد والكلى أو الربو، جميعهم تزداد لديهم خطورة ظهور أعراض جانبية عند استخدام بعض المسكنات.
3. موانع الاستخدام وتعارض الأدوية:
المرضى الذين يستخدمون الأدوية المسيلة للدم والكورتيزون وأدوية الضغط أو الأسبرين معرضون لبعض الخطورة عند استخدام بعض المسكنات.
كيف تتجنب التسمم بمسكن الألم؟
غالبًا ما تكون مسكنات الألم آمنة إذا تم استخدامها بالطريقة الصحيحة، لكن عندما تتناول جرعات كبيرة من المسكن تتجاوز احتياجك، قد تعرض نفسك لحدوث تسمم بمسكن الألم. قد يحدث ذلك عن طريق الخطأ، وذلك عندما تتناول أكثر من دواء يحتوي على نفس المادة الفعالة.
• أعرف دوائك:
من المهم أن تعرف ما هي المادة الفعالة في المسكن الذي تأخذه وذلك عن طريق قراءة اسم المادة الفعالة التي تذكر على الغلاف الخارجي للدواء تحت الاسم التجاري أو في قسم المكونات.
بمعرفتك للمادة الفعالة، فإنك ستتجنب أخذ أكثر من دواء يحتوي على نفس المادة الفعالة، وبالتالي تقي نفسك من مضاعفة الجرعات وتتجنب التسمم بمسكن الألم.
فمثلًا: "بانادول"، "فيفادول"، "سولبادين"، وأدوية كثيرة أخرى جميعها تحتوي على ذات المادة الفعالة (باراسيتامول) و "فولتارين"، "روفيناك" بالإضافة للعديد من غيرها من الأدوية تحتوي على المادة الفعالة (ديكلوفيناك).
إذا لم تكن متأكداً من المادة الفعالة في دوائك، اسأل طبيبك أو الصيدلي ليوضحها لك.
• التزم بالجرعة بالصحيحة:
التزم بالجرعة التي وصفها لك طبيبك، واتبع تعليمات الصيدلي ولا تتجاوز الجرعة المذكورة في النشرة الداخلية للدواء. إذا كانت لديك حالة مرضية، من المهم أن تقرأ محاذير الاستخدام المذكورة في النشرة الداخلية للدواء للتأكد من أن المسكن الذي ستستخدمه مناسب لك.
عند الافراط في تناول مسكنات الألم:
عند تناولك لجرعات كبيرة من مسكن الألم، سارع بالحصول على الرعاية الصحية ليتم علاجك ومراقبة حالتك الصحية. الأعراض التالية قد تدل على إفراط في الجرعة، قد لا تظهر عليك أعراض التسمم بالجرعة على الفور:
• الغثيان أو القيئ
• ألم أو حرقة في المعدة.
• ارتفاع درجة الحرارة.
• دوخة
• حركة سريعة في العين
• إرهاق
• نزيف أو كدمات
• صفار في العين أو الجلد
• التشوش أو فقدان الوعي
تذكر دائمًا أن هذه المسكنات تكون آمنة وفعالة عندما تؤخذ بشكل الذي أوصى به الطبيب أو الصيدلي. تنصح الهيئة العامة للغذاء والدواء بقراءة النشرة المرفقة مع الدواء.