تعتبر الأدوية المانعة للحمل والتي تم اكتشافها قبل خمسين عاما من الأدوية المهمة التي تستخدم بشكل يومي، فهناك ما يقارب المائة مليون امرأة ممن يستخدمنها بانتظام لأغراضها الطبية المعروفة، وقد وجد أن هذه الأدوية قد تقلل من احتمالية الإصابة بسرطان المبيض، ولكن هذا التأثير يعتمد على مدى بقاء التأثير الواقي لهذه الأدوية بعد إيقاف استخدامها، ولذلك أعدت هذه الدراسة لمعرفة تأثيرها على هذا النوع من الأمراض.

تم دراسة المعلومات المستقاة من 45 دراسة إحصائية في 21 دولة على 23,257 امرأة مصابة بسرطان المبيض و 87,303 امرأة غير مصابة بهذا المرض، وتمت دراسة احتمالية نسبة الإصابة بسرطان المبيض عند استعمال موانع الحمل؛ و تقسيمها على حسب نوع الدراسة، العمر، التماثل و جراحة استئصال الرحم.

وقد وجد أن 31% من النساء اللاتي أصبن بسرطان المبيض و37 % من النساء اللاتي لم يصبن بهذا المرض استخدمن موانع الحمل في المتوسط لمدة 4,4 و 5 سنوات، على التوالي، واختير عام 1993م كمتوسط سنوي لفحص السرطان عندما كان متوسط عمر النساء اللاتي أصبن به هو 56 سنة، ولوحظ بأنه كلما زادت مدة استخدام موانع الحمل، كلما انخفضت احتمالية الإصابة بسرطان المبايض. هذا الانخفاض في الاحتمالية بالإصابة بسرطان المبايض استمر لأكثر من 30 سنة من انقطاع استخدام موانع الحمل ولكنه بدأ ينقص مع الوقت، ففي الخمس سنوات الأولى - بعد قطع موانع الحمل لمدة أقل من عشر سنوات- كان الانخفاض في الاحتمالية للإصابة بسرطان المبايض بنسبة 29 %، أما بعد قطعها لمدة تصل إلى 10 – 19 سنة فكانت النسبة حوالي 19%، و أيضاً كانت بنسبة 15% بعد قطع استعمال موانع الحمل لمدة تصل إلى 20 – 29 سنة، وقد اتضح من هذه الدراسة بأن نسبة حدوث الإصابة بالأمراض المخاطية الخبيثة تقل باستخدام أدوية موانع الحمل. ولوحظ أيضا بأن استخدام موانع الحمل لمدة عشر سنوات تقلل احتمالية الإصابة بسرطان المبايض في سن مبكر (قبل 75 سنة) من 1,2 إلى 0,8 لكل 100 مستخدم لهذه الأدوية، وبالإضافة إلى ذلك أعطت انخفاضاً في نسبة الوفيات من 0,7 إلى 0,5 لكل 100 مستخدم، وهذا يعني أنه عند كل 5000 امرأة يتم منع إصابتين بسرطان المبايض وحالة وفاة واحدة في سن مبكر (قبل 75 سنة) .

وقدخلصت هذه الدراسة إلى فعالية استخدام موانع الحمل في الوقاية من الإصابة بسرطان المبيض، وقد أوضحت النتائج المستقاة من هذه الدراسة بأن استخدام موانع الحمل قد أدى منع حتى الآن ما يقارب 200,000 حالة إصابة بسرطان المبايض وحوالي 100,000 حالة وفاة جراء الإصابة بهذا المرض. وتوقعت هذه الدراسة أن استخدام موانع الحمل ستقي – بإذن الله – من احتمالية حدوث 30,000 حاله إصابة بسرطان المبيض سنوياً.

المصدر: The Lancet 2008; 371:303-314